توظيف التعلم الإلكتروني بفاعلية وإشراك الطلبة في عملية التعلم من أكثر الأمور التي يفكر فيها المعلمون، وكنا قد تناولنا في مقال استراتيجيات لدمج الطلبة في التعلم الإلكتروني، كيفية توظيف المعلمين للتعلم الإلكتروني من خلال اتباع عدد من الاستراتيجيات لإشراك الطلبة وجذب الانتباه، وسيتم تسليط الضوء في هذا المقال على استراتيجية التعلم النشط، وكيفية توظيفها أثناء التعلم الإلكتروني.
ما استراتيجيات التعلم النشط المستخدمة في التعلم الإلكتروني؟
يُعد التعلم النشط طريقة تدريس تشجع الطلبة على المشاركة في محتوى التعلم، وتركز على الطلبة بشكل أكبر باعتبارهم محور التعلم، فيسمح التعلم النشط للطلبة أن يتعلموا من خلال استراتيجيات أكثر جاذبية وعن بعد. يتطلب تنفيذ التعلم النشط من المعلمين التخطيط والبحث والتجريب، وقد تتطلب العملية ذاتها بعض الجهد في البداية، ولكن النتائج سوف تكون مفيدة ومثمرة بكل تأكيد. وهنا ندرج بعض الأمثلة لهذه الطرق التي يمكن تطبيقها في التعلم الإلكتروني:
استراتيجية فكر-ناقش-شارك
تُطبق هذه الاستراتيجية من خلال طرح سؤال عام على الطلبة جميعًا، ومنح الطلبة الوقت للتفكير فيها بشكل فردي، ومطالبتهم بمناقشة أفكارهم داخل مجموعات ثنائية. بعد ذلك، يتشارك الطلبة أفكارهم بشكل جماعي. ويمكن للطلبة من خلال برنامج زووم (Zoom) التواصل مع أقرانهم باستخدام مربع الحوار. وهذه الاستراتيجية مثالية لتعزيز مهارات التواصل والعرض والتفكير العميق لدى طلبتكم.
مناظرة الطلبة
تُطبق هذه الاستراتيجية من خلال التخطيط السليم لها مع الأخذ في الاعتبار المشاكل المتعلقة بالإنترنت مثل: تأخر الصوت العرضي واتصالات الإنترنت المتقطعة. يمكنكم البدء من خلال طرح سؤال مثير للجدل، وعمل استطلاع من قائمة تطبيق زووم (Zoom) مثلًا، لعرض الجدالين مع وضد وإعطاء كل فريق بعض الوقت لمناقشة أفكارهم.
وبعد ذلك، يمكن لمتكلم من كل فريق أن يتولى قيادة المناقشة. سوف تحافظ هذه الاستراتيجية بالتأكيد على اهتمام الطلبة ورغبتهم في التعلم.
التفاعل مع الفيديو
تُطبق هذه الاستراتيجية من خلال دمج مقاطع الفيديو والأفلام الوثائقية ومواد التعلم المرئية في التعلم الإلكتروني، وتعزز هذه الاستراتيجية مستويات الحفاظ على الطلبة واهتمامهم بالمحتوى، نظرًا لأن المرئيات تقوم بتعزيز التعلم.
تُطبق هذه الاستراتيجية في الصفوف الدراسية في التعلم الإلكتروني من خلال خاصية الغرفة المنفصلة (breakout rooms) عبر تطبيق زووم (Zoom) حيث يُقسّم الطلبة إلى مجموعات تنفذ مهمات محدد، وفي نهاية الحصة الصفية أو الدرس، تتشارك المجموعات نتائجها مع بقية الطلبة. يُسهم التعلم التعاوني في تنمية المهارات اللازمة للطلبة مثل: مهارات التفكير العليا، والمسؤولية، واحترام آراء الآخرين.
تطبيق هذه الاستراتيجيات يتطلب من المعلمين تصميم أنشطة للتعلم النشط، وعند تصميم هذه الأنشطة يجب على المعلمين الإجابة عن الأسئلة الآتية:
ما الهدف من النشاط؟
ما أطراف التفاعل؟ طالب مع طالب أم مجموعة؟
ما الموعد المناسب للنشاط؟
كم من الزمن يلزم للقيام بالنشاط؟
ما وسيلة تعبير الطلبة عن إجاباتهم؟
ما الاستعدادات اللازمة للنشاط؟ وما المطلوب من الطلبة للمساهمة الفعّالة؟
هل سيناقش العمل الفردي أم الزوجي مع الصف بأكمله؟
هل سيزود الطلبة بتغذية راجعة حول نشاطهم؟
لذا على المعلمين أخذ أهم اعتبارات التعلّم النشط بعين الاعتبار وهي:
يبدأ التدريس بسؤال أو مفهوم مُدرَك بالحواس، بحيث يكون مشوقًا للطلبة وممتعًا ومألوفًا.
يعتمد التدريس على فضول الطلبة وذكاءهم، وعلى الفهم أكثر من المعرفة المقدّمة للطلبة.
يستخدم التدريس وسائل إيضاحية للتعلّم ويطرح أمثلة واقعية ومُحدّدة ويُقدّم ملخصًا مفهومًا لكل درس.
يتم تعلّم المفاهيم بشكل أفضل عندما تتواجه مع بيئات متنوعة، ويتم تناولها بطرق مختلفة، وبجمع الأدلة، والطرح المنطقي.
يُراعي التدريس خبرات التعلّم في العملية التعليمية التعلّمية، حيث يتم أخذ المعرفة العلمية العالمية، وعادات العقل العلمية بعين الاعتبار.
إتاحة المزيد من الفرص للطلبة لدمجهم في أنشطة مرتبطة بالعلم، مثل: جمع البيانات، والملاحظة، والرسم التخطيطي، والحوارات، واستخدام الأدوات.
نصائح لتصميم أنشطة التعلّم النشط
في نهاية هذا المقال نقدم إليكم نصائح لتصميم أنشطة التعلّم النشط على النحو الآتي:
ابدأوا بداية متواضعة وقصيرة.
طوّروا خطة لنشاط التعلّم النشط، جربوها، اجمعوا معلومات حولها، عدلوها، ثم جربوها ثانية.
جربوا ما ستطلبونه من الطلبة بنفسكم أولًا.
كن واضحاً مع طلبتك مبيناً لهم الهدف من النشاط وما تعرفه عن عملية التعلّم.
إن شرط النجاح في تطبيق التعلّم النشط (كما في غيره من الأنشطة الواقعية) هو التفكير والتأمّل في الممارسات التدريسية ومتابعة الجديد.